تشهد مملكتنا الحبيبة حاليا مرحله فريدة من الإنتقال النوعي نحو فكر أخضر ومستدام وبناء بيئة خضراء تتقدم بها عن كثير من الدول بإطلاق مبادرة السعودية الخضراء وهي الأكبر والأهم في تاريخ الإنسان المعاصر برعاية قياده حكيمه ورؤية طموحه ممثله في ملكينا وقائدنا الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله.
السعودية الخضراء مسمى طموح يرمز للحاضر ومستقبل واعد لأجيالنا القادمة.
وهنا نقف قليلا للتذكير بتعريف الاستدامة أو الأخضر فهي مفردات تعبر عن التجديد والاستمرار بما يتعامل مع البيئة من مواد وموارد الطبيعية النابضة ونظام حياة للحفاظ عليها وبما أنعم الله علي الانسان من خيرات على كوكب الارض، فالاستدامة هي منظومه متكاملة تبدأ من الدولة إلى التنظيم ثم التشريع والتطبيق حتى تصب في مصلحة الوطن والمواطن كحد سواء.
وللاستدامة جوانب كثيره منها البناء الأخضر أو الصديق للبيئة وهو نمط بنائي نشأ حديثا خلال الثلاثين السنة الماضية وبالتحديد في عام 1998م لدي منظمه بيئية أمريكية تسمي الريادة في تصميمات الطاقة والبيئة (LEED) تهدف إلى تغيير هندسة البناء من أسلوبها التقليدي بإستخدام مواد ضاره للبيئة وغير مستدامه تسهم في زيادة الإنبعاثات الكربونية وإستغلال مفرط للطاقة والمياه وعدم القدرة على إعادة التدوير للمواد المستخدمة إلى نمط بنائي مطور ومحدث يعالج جميع السلبيات والممارسات الضارة للبيئة.
ما نشهده اليوم من آثار لتلك الممارسات ممثله في التغير المناخي ونتائجه الكارثية هو أكبر دليل لإحتياج البشرية لتطبيق مفهوم الاستدامة في كل جوانب الحياة وخصوصاً في صناعة البناء والتشييد لأنها تمثل المطلب الرئيسي لإحتياجات الشعوب على الأرض وهذه الصناعة هي من أكبر الصناعات التي تدعم الاقتصاديات على مستوى العالم، ولأن المملكة أحد أكبر إقتصاديات العالم فكان لزاماً أن تكون سباقه في إيجاد حلول فاعله ومؤثره في بناء إقتصاد مستدام وهذا ممثل في رؤية المملكة 2030 وتبعتها مبادرة السعودية الخضراء.
ولكي يتم هذا في رأي الشخصي لابد أن نتبع الخطوات التالية:
1.إدراج مفهوم الاستدامة ضمن المناهج التعليمية لكي ينشأ جيل يستوعب ويطبق هذا المفهوم ضمن حياته وسلوكه الإستهلاكي حيث أن الترشيد في إستخدام الموارد يعد أهم ركائز الاستدامة.

2.عمل برامج ومبادرات من القطاع الخاص بالتعاون مع أجهزه الدولة لنشر الوعي المجتمعي لأهمية مبادئ الاستدامة وفوائدها على الوطن والمواطن.

3.تخريج وتأهيل المهندسين للدخول في أساليب البناء المطور والمستدام لدعم هذه التقنيات بكوادر وطنية قادره على تحويل هذه القطاع الهام إلى صناعة تخضع لأعلى المعايير والرقابة والجودة العالمية.

4.تحفيز القطاع الخاص من مستثمرين ومقاولين من منشآت صغيرة ومتوسطة للدخول في صناعة البناء الحديث وتوطين الأيدي العاملة من الشباب والشابات للإرتقاء بهذه الصناعة الواعدة والهامة إلى مستويات تنافسية عالمية.

ونستطيع ان نختم بالقول إن صناعة البناء والتشييد هي أحد أهم الروافد الإقتصادية التي تستهدفها المملكة الحبيبة وحان الوقت لازما أن نبني وطننا بأيدي شبابنا وبتقنيات متطورة لنكن ضمن مصاف الدول الرائدة في هذا المجال… ودام عزك يا وطن