سنبدأ المقال بسؤال؟
هل مهندس اليوم لديه الجاهزية لمتغيرات المرحلة لتحقيق أهدف المستقبل؟
وللإجابة على هذا السؤال الهام يجب أن نفصل بعض الأمور كما سنوضحها لكم في الأسطر القادمة.
ليس من السهل عند التفكير في أي تصميم معماري أن يحقق التوازن بين الوظيفة والجمال، فالعديد من التصاميم المعمارية يغلب عليها إمَّا الجانب الوظيفي، أو الجانب الجمالي، وقد توجه البعض من المعماريين لتفضيل جانب على آخر بشكل مستمر. واليوم ومع تقدم تقنيات وأساليب البناء الحديثة أصبح لزامًا تحقيق هذا التوازن بين جوانب الجمال والوظيفة والبيئة بشكل أفضل مما كان عليه سابقًا، ولكن هل هذا هو التحدي الوحيد في هذا الأمر؟ بالتأكيد ليس كذلك.
حيث التفكير في تصميم معماري على سبيل المثال لوحدة سكنية جاهزة تكون مسبقة الصنع، يرفع من مستوى التحدي لدى المعماري من حيث أهمية معرفة أنماط التقنيات المختلفة لتحقيق عناصر التوازن الثلاثة السابقة، خاصة أن المتطلبات السكنية أصبحت متعددة بحسب الحاجة. وكذلك تطور وتعدد مواد البناء المستخدمة في هذه التقنيات يتطلب أن تكون ذو جوده عالية وتحقق الاستدامة المطلوبة، فالمصمم الواعي والمتميز هو القادر على تحويل الأفكار الجامدة إلى لوحة فنيه وإبداعيه مليئة بالجمال والإحساس من خلال تطبيق مفاهيم العمارة الخضراء وقدرته على تطويع هذه المنظومة لإنتاج مبنى مستدام يحقق من خلاله رؤية المستقبل.
لغة العمارة كانت وما زالت متجددة، ولكنها فقدت بريقها في بناء المساكن في مرحلة ما. وكان ذلك عندما غاب التوازن بين التصميم الناجح والتكلفة فانعدمت المنفعة والوظيفة، ولتصحيح هذا المسار يتطلب على المعماري المتميز التعمق أكثر نحو تحقيق أفق جديدة في تعزيز المعرفة والابتكار في جوانب التصنيع لتحقيق عنصر الكفاءة التصميمية من خلال تقديم نماذج لديها القابلية لتكون مصنعة عبر خطوط إنتاج. وهذا يدعونا للتفكير جديًا في أن تتبنى كليات الهندسة بكافه أقسامها مع تصاميم عماره البيئة لإنشاء ورش عمل وأقسام ابتكارية موجهه نحو مفهوم تصنيع تقنيات البناء الحديث وآلياته، وأن تنهض الجامعات ومراكزها البحثية نحو استشراف مستقبل البناء لتحقيق رؤيه المملكة الطموحة 2030 لتسهم بدورها الرئيسي في تلبية الطلب المتزايد للمساكن مع إيجاد صيغه تشاركيه مع القطاع الخاص من الشركات القائمة والناشئة لتعمل على تحويل أفكار الطلبة بأقسامهم المختلفة إلى تقديم منتجات منافسة تحقق لهم تقدمًا وريادة عالمية، وتحقق لمهندس المستقبل فرصة عمل ومشاركه فعاله فتره الدراسة، ليصبح مهندس المستقبل الرائد.حيث بالعلم والعمل تتقدم الأمم